فضاء حر

رسالة الغضب يجب ان تقرأ جيدا وبمسئولية!

يمنات
ثمة رسالة واضحة وقوية بعثها المتظاهرون صباح امس الثلاثاء في الذكرى الثالثة لثورة 11فبراير المغدورة وهي بدرجة رئيسية موجهة الى كل من الرئيس هادي وحكومة المبادرة خصوصا والى بقية المكونات السياسية والاجتماعية عموما وعليهم ان يقرؤها جيدا وبمسئولية كاملة بعيدا عن ضجيج وسائل اعلام الاصلاح واشاعاته التي لا تزال تترى حتى اللحظة …
الرسالة مفهومة لمن يريد ان يفهم سواء من حيث طبيعة المشاركين وعددهم والمحافظات التي شاركت فيها والمكونات الثورية التي ضمتها او من حيث المناسبة واهداف المسيرة المكتوبة وغيرها..
رسالة امس وغدا تضمنت القول وبكل وضوح ان سياسية العامين كشفت عن مؤامرة خطيرة على اليمن تستهدف امنه واستقراره ووحدة اراضيه وتزييف هويته الوطنية و ارتهان قراره السيادي لأعدائه الاقربين والابعدين..
وتقول الرسالة ايضا بان ادوات هذه السياسة التدميرية التي انتهجتها سلطة المبادرة المنتهية ولايتها والممتدة خارج الشرعية كانت هي ممارسة الفساد الفاحش والمكشوف وتقاسم الوظيفة وتوسيع قاعدة المنافع والمحسوبية ونهب خزينة الدولة وتسليم الثروة القومية ومؤسسات القطاع العام لكبار اللصوص والمنتفعين وتكريس قوى النفوذ المشيخي والعسكري والاصولي وتدمير الجيش ومؤسسة القضاء والامن والمؤسسات الخدمية بأدلجتها حينا وبتفكيكها حينا اخرا..
فضلا عن توسع قاعدة الجريمة المنظمة والارهاب المحمي سياسيا ومواصلة جرائم الاغتيالات السياسية الممنهجة واشعال الحروب القبلية والطائفية وعزل ابناء اليمن في محافظاتهم بدوائر الكراهية والعداء باسم الاقلمة والفدرلة وغيرها..
وبالضرورة كانت الرسالة تقول بان هذه السياسة لن تستمر ويجب ان تتوقف فورا بعد ان طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وتحولت الاحتقانات الشعبية المتراكمة خلال عامين مضت الى بوادر ثورة شعبية جديدة يتحد فيها الجميع كيمنيين بعيدا عن التصنيفات والاتهامات الجزافية الموجهة الى مكونات المجتمع اليمني المختلفة..
نعم ثورة وبوادر ثورة ولكن على رؤوس هؤلاء الذين سرقوا الثورة واصروا على تقديم انفسهم كخونة وعملاء ومنفذين لمؤامرات الاخرين ضد اليمن..
تجاهل الرسالة الواضحة هذه من قبل الرئيس وبقية مكونات سلطة المبادرة او تطنيشها او التشويش عليها او محاولة كسرها بالقوة سيكون خطأ كبيرا واضافيا وسيكون له نتائج وخيمة على كل المستويات وهذا ما لا يلقي له الاصلاح – للأسف- بالا طالما وهو يبيت المؤامرة ضد الكل ومع نفسه والخارج..
على السلطة ان تعي ان اول واخطر نتائج التجاهل لما تضمنته الرسالة السلمية ولكن القوية جدا هي ان الناس سيفقدون المراهنة على سلمية النضال الوطني الجامع والتوجه نحو الحلول الاكثر كلفة ولكن الاسرع حسما وهو ما نرفضه ولا نتمناه انها نفس الحلول التي تستدعيها السلطة كل يوم وتستدعي كل الناس اليها بأعمالها العسكرية والامنية المنفلتة من كل عقال وبتجاهلها لكل هذه القضايا عمدا ومع سبق الاصرار والترصد..
ما يجب ملاحظته ايضا في هذه الرسالة القوية من الثوار هو ان التجمع اليمني للإصلاح قد ظهر في ذكرى الثورة الشعبية السلمية عاريا ووحيدا وفي الجبهة المناهضة لتطلعات الشعب – كل الشعب- مستندا ومراهنا وبصورة كاملة على التدخل الخارجي بل ويطالب به علنا وبدون حياء تماما كما يعمل زملائه في مناطق اخرى من بلدان العالم العربي الملتهبة بنيران الجهاد الاخواني والتدخل الخارجي معا..
مرة اخرى أقرأوا الرسالة جيدا ولا تراهنوا على الوهم عبر محاولة التشويش عليها بالاحتفالات والرقصات على الاَم الناس ومعاناتهم او بالإشاعات والاكاذيب التي تحاولون بها التغطية على حقائق الواقع المرير فجميعها – يا سادة يا كرام – لن تفيد وسبق وان جربت كثيرا.
تغريدة
ايها الخونة اليمن ليست قطعة حلوى يمكن تقسيمها بالسكين وتوزيعها بين المحتفلين في الفنادق وشاشات الخمسة نجوم !

زر الذهاب إلى الأعلى